الفاضلين والشهيدين ـ انحصر محمله في وجوه : أحدها : أن يراد به اتفاق المعروفين بالفتوى دون كلّ قابل للفتوى من أهل عصره او مطلقا.
الثاني : أن يريد اجماع الكلّ ، ويستفيد ذلك من اتفاق المعروفين من أهل عصره ،
______________________________________________________
الفاضلين) وهما : المحقق صاحب الشرائع ، والعلامة الحلّي قدسسرهما (والشهيدين) وهما : الشهيد الأوّل والشهيد الثاني قدسسرهما صاحبي اللّمعة وشرحها.
(انحصر محمله) أي : محمل الاجماع (في وجوه) وانّما احتجنا إلى هذه المحامل ، لأنّا نعلم : انّ الناقل للاجماع ، حتّى مثل العلامة والشهيد وأضرابهما ، لا يريدون بالاجماع : اجماع جميع فقهاء الأعصار والأمصار ، لانه مما جرت العادة ان لا يحصل لانسان العلم بأقوال جميعهم ، بل وحتى العلم بأقوال أكثرهم ، فاللازم : أن نحمل اجماعاتهم على بعض هذه الوجوه :
(أحدها : أن يراد به) أي : بالاجماع غير معناه المصطلح ، بل يريد بالاجماع (اتفاق المعروفين بالفتوى) من المجتهدين الذين لهم ملكة الاستنباط ، أو قد استنبطوا ، لكن لم يفتوا للناس ، أو افتوا لكن فتاواهم لم تدرج في الكتب ، والحاصل : انّه بدعواه الاجماع يريد المعروفين (دون كلّ قابل للفتوى من أهل عصره ، أو مطلقا) سواء كان اهل عصره أو أهل العصور المتقدمة.
(الثاني : أن يريد اجماع الكلّ) أي : جميع علماء الاعصار والأمصار (ويستفيد ذلك من اتفاق المعروفين من أهل عصره) بأن يرى اتفاق هؤلاء المعروفين ، وانّه ليس هناك مخالف اطلاقا ، ولا اشارة إلى الخلاف ، فيقطع منه باتفاق جميع أهل عصره ، وأهل الأعصار المتقدمة ، لأنّ من عادة العلماء ، الاشارة