ومن جملة الآيات : قوله تعالى في سورة البراءة : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ).
دلّت على وجوب الحذر عند إنذار المنذرين من دون اعتبار إفادة خبرهم العلم لتواتر أو قرينة ،
______________________________________________________
(ومن جملة الآيات) التي استدل بها لحجّية خبر الواحد (قوله تعالى في سورة البراءة :) (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ، (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ)(مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ، وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (١).
فانّ هذه الآية (دلّت على وجوب) النفر ، والتفقه ، والانذار ، و (الحذر عند إنذار المنذرين) وذلك (من دون اعتبار : إفادة خبرهم) أي : المنذرين (العلم) للمنذرين بالفتح (لتواتر أو قرينة).
فانه سبحانه قال : (لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) مطلقا ، ولم يقل : لعله يحصل لهم العلم من اخبار المنذرين فيحذروا.
ومن المعلوم : انّ الطائفة مؤنث الطائف ، وهو يشمل الواحد والاثنين والأكثر.
قال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا ، إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا ، فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) (٢).
وقال سبحانه : (فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ) (٣).
فانّ الطائف بمعنى : من يطوف ، وإن كان واحدا أو أكثر.
ويؤيده : إنه لو كانت الجماعة عائلة واحدة ـ كما هو المتعارف عند سكان البوادي ـ فاللازم ان ينفي أحدهم حال كونه قادرا على ذلك.
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ١٢٢.
(٢) ـ سورة الاعراف : الآية ٢٠١.
(٣) ـ سورة القلم : الآية ١٩.