ومن جملة الآيات التي استدلّ بها جماعة ، تبعا للشيخ في العدّة على حجّية الخبر ، قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).
والتقريب فيه : نظير ما بيّناه في آية النّفر ، من أنّ حرمة الكتمان يستلزم وجوب القبول عند الاظهار.
______________________________________________________
ـ بالفتح ـ ، خلاف ظاهر الآية.
(ومن جملة الآيات التي استدلّ بها جماعة تبعا للشيخ في العدّة على حجّية الخبر) الواحد (قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ ، أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (١)).
والظاهر : ان الفرق بين البيّنة والهدى هو : انّ الاولى في علائم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي سائر اصول الدين ، من بينات المعجزات والأدلة العقلية.
والثانية : في الأحكام ، ومن بعد البيان ، لأنّه بدون البيان لا تتم الحجّة ، كما قال سبحانه : ـ (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (٢).
والمراد بالكتاب : امّا التوراة ، والآية في قصة اليهود ، أو مطلق الكتب السماوية ، لأنّ أحكام الله وأدلة اصول الدين مذكورة فيها.
(والتقريب فيه) أي في الاستدلال بهذه الآية المباركة على حجّية خبر الواحد ، هو (نظير ما بيّناه في آية النفر) حيث قلنا : بان وجوب الانذار ، يستلزم وجوب الحذر ، وإلا كان لغوا ، وكذلك نقول هنا (من انّ حرمة الكتمان ، يستلزم وجوب القبول عند الاظهار) وإلّا كان تحريم الكتمان لغوا.
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٥٩.
(٢) ـ سورة الاسراء : الآية ١٥.