المظهرين.
ومن جملة الآيات التي استدلّ بها بعض المعاصرين قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
بناء على أنّ وجوب السؤال ، يستلزم وجوب قبول
______________________________________________________
المظهرين) فايجاب الاظهار ، ليس من جهة : حجّية قول المظهر على السامع حتى اذا قال المظهر وجب القبول على السامع ، بل من جهة : انه اذا وجب الاظهار يكثر المظهرون ، فيحصل العلم العادي بالنسبة الى السامعين ، ففائدة الاظهار ليست في قبول المظهر مطلقا.
لكنّك عرفت في آية النفر : الجواب عن هذه الاحتمالات ، وإن ما ذكره المشهور : من التلازم بين وجوب الاظهار وحجّية الخبر على السامع ، هو المتفاهم عرفا من الآية المباركة ، وإلّا أمكن أن يقال ذلك في آية الشهادة بسبب كثرة الشهود ، وفي آية كتمان المرأة بسبب القرائن الداخلية والخارجيّة على صدقها أو عدم صدقها.
(ومن جملة الآيات التي استدل بها بعض المعاصرين) ـ وهو الشيخ محمد حسين الاصفهاني صاحب الفصول ـ على حجّية خبر الواحد (قوله تعالى) :
((فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ)) فانّ الرّاوي أيضا من أهل الذكر ، والمراد بالذكر العلم الموجب لتذكر الانسان ، من اصول الدين أو فروعه ((إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) (١). لأنّهم إذا علموا لم يحتاجوا الى السؤال.
وانّما يستدل بهذه الآية (بناء على انّ وجوب السؤال ، يستلزم وجوب قبول
__________________
(١) ـ سورة النحل : الآية ٤٣.