فيجب قبول قوله ابتداء : «إنّي سمعت الامام عليهالسلام يقول كذا» ، لأنّ حجّية قوله هو الذي أوجب السؤال عنه ، لا أنّ وجوب السؤال أوجب قبول قوله ، كما لا يخفى.
ويرد عليه ، أوّلا : أنّ الاستدلال إن كان بظاهر الآية ، فظاهرها بمقتضى السياق إرادة علماء أهل الكتاب ،
______________________________________________________
وعليه : (فيجب قبول قوله) أي : قول الرّاوي ايضا (ابتداء) أي : من دون سبق السؤال ، فيما إذا قال الرّاوي ابتداء : (إنّي سمعت الامام يقول : كذا) لأنّ المناط في الأمرين واحد ، وذلك (لأنّ حجّية قوله هو الذي أوجب السؤال عنه ، لا أنّ وجوب السؤال أوجب قبول قوله).
فانّا نعلم علما وجدانيا : بأنّ حجّية الخبر ليست بسبب وجوب السؤال ، أو بفعلية السؤال في الخارج ، بل الأمر بالعكس ، فانّه لمّا كان الخبر حجّة ، أوجب الشارع السؤال عنه ، فيجب قبوله مطلقا ، سواء كان مسبوقا بالسؤال أو لم يكن مسبوقا بالسؤال (كما لا يخفى) ذلك على من تدبّر الأمر.
(ويرد عليه ، أولا : انّ الاستدلال إن كان بظاهر الآية ، فظاهرها) لا يدل على المطلوب ، وذلك (بمقتضى السياق) للآية المباركة صدرا وذيلا ، فان ظاهر الآية في المقام ، هو : (إرادة علماء أهل الكتاب).
فالذين خوطبوا بهذه الآية المباركة ، هم الّذين استشكلوا على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : بانّه كيف يدعي الرسالة ونزول الوحي عليه من الله تعالى ، وهو ليس بملك ، وانّما هو انسان مثلهم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟.
فأجيبوا : بأنّ عليهم أن يسألوا العلماء من أهل الكتاب ، سواء كانوا علماء