لا يحتمل أن يكون قد أراد ما يشمل المسموعات والمبصرات الخارجيّة من قيام زيد ، وتكلّم عمرو ، وغير ذلك.
ومن جملة الآيات ، قوله تعالى في
______________________________________________________
و (لا يحتمل أن يكون قد أراد ما يشمل المسموعات والمبصرات الخارجيّة) التي يحفظها الناس من الذين هم ليسوا بفقهاء ، ولا أطباء ، ولا مهندسين (من) مثل (قيام زيد ، وتكلّم عمرو ، وغير ذلك) ممّا يدرك بأحد الحواس الخمس.
وهكذا قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) (١) فانه بمعنى : اسألوهم عمّا يعلمونه ويعدون من أهل العلم فيه ، فاللازم : سؤال أهل الذكر بما هم أهل الذكر ، والرّاوي الذي حفظ رواية واحدة ، أو ما أشبه ، لا يسمّى أهل الذكر.
ولا يخفى : انّ هذا الجواب أيضا محل تأمل ، اذ أيّ مانع من عقل ، أو شرع ، أو عرف ، أن يسأل الانسان عن طريق النجف ممّن يعرف هذا الطريق فقط ، وإن لم يكن من أهل العلم بالطرق.
وكذلك بالنسبة إلى السؤال الفقهي ، والطبي ، والهندسي ، وغير ذلك ، فانّ من يعرفها ، عالم بالنسبة الى من لا يعرفها.
ولهذا لم يفرّق الفقهاء ، بين السؤال من الرّاوي الّذي حفظ رواية واحدة عن الامام عليهالسلام ، أو حفظ جملة من روايات واستنبطها أيضا ، فكل جاهل في مورد جهله ولو كان من العلماء الكبار ، يلزم عليه : أن يسأل من كل عالم في مورده ، وإن كان من غير العلماء ، إذا كان ثقة ضابطا.
(ومن جملة الآيات) التي استدل بها لحجّية خبر الواحد (قوله تعالى في
__________________
(١) ـ سورة النحل : الآية ٤٣.