ويرد عليه :
أوّلا : أنّ المراد بالاذن السريع التصديق والاعتقاد بكلّ ما يسمع ، لا من يعمل تعبّدا بما يسمع من دون حصول الاعتقاد بصدقه. فمدحه عليهالسلام ، بذلك ، بحسن ظنّه بالمؤمنين وعدم اتّهامهم.
______________________________________________________
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : يا بنيّ إنّ الله عزوجل يقول في كتابه : (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) (١) يقول : «يصدّق الله ويصدّق للمؤمنين» ، فاذا شهد عندك المسلمون فصدقهم» (٢).
(ويرد عليه أولا : انّ المراد بالاذن : السريع التصديق والاعتقاد بكل ما يسمع) فاذا أخبر بشيء حصل له العلم من الخبر (لا من يعمل تعبدا بما يسمع ، من دون حصول الاعتقاد بصدقه).
فان قلت : سرعة الاعتقاد لا يعدّ مدحا ، لأنّ سريع الاعتقاد على خلاف المتعارف ، كسريع القطع ونحوه.
قلت : (فمدحه عليهالسلام بذلك ، بحسن ظنّه بالمؤمنين وعدم اتّهامهم) وحسن الظنّ صفة حسنة في الانسان ، فلا تدل الآية على حجّية خبر الواحد.
لكن يرد عليه : انّ حسن الظّن ، الموجب لحسن الاعتقاد ـ ايضا ـ أمر غير حسن ، لأنّ الحسن الاعتدال ، لا حسن الظّن ، أو سوء الظّن.
لا يقال : فكيف قالوا : حسن الظّن من الصفات الحسنة؟.
لأنّه يقال : انّما الحسن حسن الظّن الذي يوجب استقامة أمر المعاش والمعاد ،
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ٦١.
(٢) ـ الكافي (فروع) : ج ٥ ص ٢٩٩ ح ١ ، وسائل الشيعة : ج ١٩ ص ٨٣ ب ٦ ح ٢٤٢٠٧ (بالمعنى).