وأما توجيه الرواية فيحتاج إلى بيان معنى التصديق ، فنقول : إنّ المسلم إذا أخبر بشيء فلتصديقه معنيان.
______________________________________________________
أمّا الايمان بالمؤمنين فلا يكون بذواتهم ، بل يكون الايمان في نفعهم. فانه يقال : آمنت بالله ، ولا يقال : آمنت بزيد. (وأما توجيه الرواية) أي : رواية إسماعيل (١) (فيحتاج الى بيان معنى التصديق) فانّ التصديق له معنيان : ـ
الاول : انه اذا لم تعلم بانّ شخصا أحسن أو اساء ، فاحمله على أحسنه.
الثاني : قل : انّه مطابق للواقع ، فرتب آثار الواقع عليه.
مثلا : اذا لم يعلم بانّ المقبل إليه سبّه أو سلّم عليه ، قال : إنه سلم عليه.
لكن ليس معنى ذلك : إنه يجب ترتيب آثار الواقع عليه ، كوجوب جوابه ، خصوصا إذا كان في الصلاة ـ مثلا ـ.
ورواية إسماعيل أيضا كذلك ، فانها تقول : احمل قول المؤمنين في فلان بانّه شارب الخمر ، على أحسنه ، أي : إنهم صادقون ، ولكنها لا تقول : رتب آثار الواقع ، بأن تضربه حدّ شرب الخمر ، بينما حجّية خبر العادل معناه : اجلده حدّ الخمر.
إذن : فرواية إسماعيل لا تدلّ على حجّية خبر العادل ، وإنّما تدل على المعنى الأول.
والى ما ذكرناه أشار المصنّف بقوله (فنقول : انّ المسلم إذا أخبر بشيء ، فلتصديقه معنيان) على النحو التالي :
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٥ ص ٢٩٩ ح ١ ، وسائل الشيعة : ج ١٩ ص ٨٣ ب ٦ ح ٢٤٢٠٧.