مع الرواية المتقدّمة في حكاية إسماعيل ، لم يكن لك بدّ من حمل التصديق على ما ذكرنا.
وإن أبيت إلّا عن ظهور خبر إسماعيل في وجوب التصديق بمعنى ترتيب آثار الواقع ،
______________________________________________________
كذّب سمعك وبصرك عن أخيك (مع الرّواية المتقدّمة في حكاية إسماعيل) حيث قال عليهالسلام : اذا شهد عندك المسلمون فصدقهم (١) (لم يكن لك بدّ) أي : علاج (من حمل التصديق) في هذه الرّواية (على ما ذكرنا).
فانّ قوله عليهالسلام في رواية إسماعيل : «صدّقهم» ، وفي هذه الرواية : «صدّقه» ، متحدان من حيث اللّسان والمؤدى ، فالمراد بالتصديق فيهما : الحمل على الصحة ، لا انّ المراد : ترتيب الآثار ، فهذين الخبرين لا يدلان على حجّية خبر العادل وإنما يدلان على حمل قوله على الصحيح ، من دون ترتيب الأثر.
(وإن أبيت إلّا عن ظهور خبر إسماعيل في وجوب التصديق) الذي يترتب عليه الآثار ، كما نقول ذلك في خبر العادل ، وقلت : انّ خبر إسماعيل ليس معناه :
حمل فعل الغير على الصحة بتصديق المسلمين الذين قالوا : بأنّ فلانا يشرب الخمر ظاهرا فحسب ، وإنما خبر إسماعيل (بمعنى ترتيب آثار الواقع) على ما يذكره المسلمون.
وإنما يكون الإباء ، لأن ظاهر خبر اسماعيل : ترتيب الآثار على قول المؤمنين ، باسترجاع الدنانير من التاجر ، الذي كان متهما عند المؤمنين ، فليس معنى تصديق
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٥ ص ٢٩٩ ح ١ ، وسائل الشيعة : ج ١٩ ص ٨٣ ب ٦ ح ٢٤٢٠٧.