فنقول : إنّ الاستعانة بها على دلالة الآية خروج عن الاستدلال بالكتاب إلى السنّة ، والمقصود هو الأوّل. غاية الأمر كون هذه الرّواية في عداد الرّوايات الآتية إن شاء الله تعالى.
ثمّ إنّ هذه الآيات على تقدير تسليم دلالة كلّ واحد منها على حجّية الخبر إنّما تدلّ ، بعد تقييد المطلق منها الشامل لخبر العادل
______________________________________________________
المؤمنين في خبر إسماعيل : مجرد الاستماع من المؤمنين وعدم الرد عليهم ، وإنما هو بمعنى ترتيب الآثار.
(فنقول : إنّ الاستعانة بها) أي : برواية اسماعيل ـ حسب هذا الظاهر المدعى ـ (على دلالة الآية خروج عن الاستدلال بالكتاب ، الى السنة ، و) الحال انّ (المقصود هو : الاوّل) أي : انّ المقصود في الحال الحاضر ، هو الاستدلال على حجّية الخبر الواحد بالآيات ، كقوله تعالى : (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) (١) لا بالسنّة كقوله عليهالسلام في خبر إسماعيل : «إذا شهد عنك المسلمون فصدّقهم» (٢).
نعم (غاية الأمر كون هذه الرواية) المروية في قصة اسماعيل جعلها (في عداد الروايات الآتية إنشاء الله تعالى).
لكنّك قد عرفت : ان نفس الآية دليل على الحجّية بدون الاحتياج الى الاستعانة بخبر إسماعيل ، وإن كان خبر اسماعيل ـ أيضا ـ دليلا بنفسه.
(ثم انّ هذه الآيات ، على تقدير تسليم دلالة كلّ واحد منها على حجّية الخبر ، إنّما تدلّ بعد تقييد المطلق منها) أي ، من هذه الآيات (الشامل لخبر العادل
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ٦١.
(٢) ـ الكافي (فروع) : ج ٥ ص ٢٩٩ ح ١ ، وسائل الشيعة : ج ١٩ ص ٨٣ ب ٦ ح ٢٤٢٠٧.