لكنّك عرفت ما وقع من جماعة من المسامحة في إطلاق لفظ الاجماع ، وقد حكي في المعالم عن الشهيد : «إنّه أوّل كثيرا من الاجماعات ، لأجل مشاهدة المخالف في مواردها ، بارادة الشهرة ، او بعدم الظّفر بالمخالف حين دعوى الاجماع ، او بتأويل الخلاف على وجه لا ينافي الاجماع ،
______________________________________________________
ظواهر كلماتهم.
ثم ان المصنّف اشكل عليهما معا ، لأنّ الدقة لم تكن في اجماعاتهم حتى يناقش ، هل انهم ارادوا : المطلق أو المقيد؟ فقال : (لكنّك عرفت ما وقع من جماعة) كالمفيد ، والسيّد ، والشيخ ، والحلّي وغيرهم (من المسامحة في إطلاق لفظ الاجماع) حيث انهم يطلقونه ، ولا يريدون به الكل ، بل يستندون في قولهم بالاجماع الى الاجتهادات الحدسيّة ، وعلى ذلك : فلا يمكن الذهاب الى تمامية كلام المحقّق ، ولا الى تماميّة كلام الحلّي.
(و) يؤيد ما ذكرناه : من عدم الدقة في اجماعاتهم ، وانّما هم متسامحون فيها ، ما (قد حكي في المعالم عن الشهيد) الأوّل رحمهالله (انّه أوّل كثيرا من الاجماعات ، لأجل مشاهدة المخالف في مواردها) فانه لما وجد مخالفين في موارد اجماعاتهم أوّل الاجماعات (ب) تأويلات ، حتى لا ينافي الاجماع وجود المخالف ومنها : (ارادة الشهرة) لا الاجماع الاصطلاحي ، فانهم اذا ذكروا الاجماع ، أرادوا الشهرة ، فلا ينافي وجود المخالف.
(أو بعدم الظّفر بالمخالف حين دعوى الاجماع) أي : انّ المدعي للاجماع ، انّما ادعى الاجماع ، لزعمه انهم متفقون على هذا ، ولم يجد المخالفة حين دعواه الاجماع ، فالمسألة ليست اجماعية ، وانّما هو يزعم عدم جود المخالف.
(أو بتأويل الخلاف على وجه لا ينافي الاجماع) أي : انّ الاجماع متحقّق ،