يبقى هنا شيء ، وهو ان هذا المقدار من النسبة المحتمل استناد الناقل فيها إلى الحسّ يكون خبره حجّة فيها ، لأنّ ظاهر الحكاية محمول على الوجدان إلّا إذا قام هناك صارف ، والمعلوم من الصارف هو عدم استناد الناقل إلى الوجدان والحس في نسبة الفتوى إلى جميع من ادّعى إجماعهم.
وأمّا استناد نسبة الفتوى إلى جميع أرباب الكتب المصنّفة في الفتاوى إلى الوجدان في كتبهم بعد التتبّع ، فأمر محتمل
______________________________________________________
الحدس الاجتهادي ، ليس بحجة (يبقى هنا شيء) من الفائدة لمثل هذا الاجماع المنقول (وهو : انّ هذا المقدار من النسبة) التي ذكرها ناقل الاجماع لأقوال هؤلاء العلماء (المحتمل استناد الناقل فيها الى الحس ، يكون خبره حجّة فيها) أي : في تلك النسبة ، فانا بعد ما قطعنا ـ عقلا وعادة ـ بعدم تتبع ناقل الاجماع ، أقوال كل الفقهاء بل بعضهم ، اخذنا بقدر ذلك البعض ، فاذا كان خبره ، عن عشرة ـ مثلا ـ كان قوله حجة في العشرة ، وذلك مفيد لنا ـ كما سيأتي ان شاء الله تعالى ، وذلك (لأنّ ظاهر الحكاية) للاجماع (محمول) هذا الظاهر (على الوجدان) أي انه تتبع أقوال جماعة من العلماء ، لا انّه استند الى أصل ، أو آية ، أو رواية (الّا اذا قام هناك صارف) عن هذا التتبع ، دال على انه لم يتتبع قول الفقهاء اطلاقا ، وانّما استند الى آية أو رواية ، أو أصل أو نحو ذلك.
(والمعلوم من الصارف هو : عدم استناد الناقل الى الوجدان والحسّ ، في نسبة الفتوى الى جميع من ادّعى إجماعهم) بل انّما يدل قطعا : على انه لم يتتبع جميع أقوال فقهاء الاعصار والأمصار بل ولا حتى أقوال علماء عصر واحد.
(وامّا استناد نسبة الفتوى الى جميع أرباب الكتب المصنّفة في الفتاوى ، الى الوجدان) لتلك النسبة (في كتبهم بعد التتبّع ، فأمر محتمل) وممكن عقلا ، فيما