او الظنّ المعتدّ به على اتّفاق الكلّ في نفس الحكم.
ولذا صرّح جماعة منهم باتحاد معنى الاجماع عند الفريقين وجعلوه مقابلا للشهرة ، وربما بالغوا في أمرها بأنّها كادت تكون إجماعا ونحو ذلك ،
______________________________________________________
مجمعين على رأي (أو الظنّ المعتدّ به) أي : الظن المتاخم للعلم ، كما اذا أخبره العادل : باتفاق الكل عن تتبع مما يكون قول العادل مفيدا للظن المعتبر بالنسبة الى المنقول اليه ، فيكون كما اذا تتبع هو بنفسه ، حيث يحصل له الظنّ المعتبر (على اتفاق الكلّ) أي جميع علماء الأعصار والأمصار (في نفس الحكم) لا اتفاق البعض ، وانّما كشف الناقل عن البعض الآخر على سبيل الظن أو نحوه.
(ولذا) أي لأجل انّ اللّفظ الاجماعي والاتفاق ونحوهما ظاهر في اتفاق جميع العلماء على الحكم المدعى عليه الاجماع (صرّح جماعة منهم) أي العلماء (باتحاد معنى الاجماع عند الفريقين) : العامة والخاصة ، فكلاهما يرى الاجماع بمعنى اتفاق الجميع لكن اتفاق جميع المسلمين عند العامة ، واتفاق جميع المؤمنين عند الخاصة (وجعلوه) أي الاجماع (مقابلا للشهرة) فانّ الشهرة أقل مرتبة من الاجماع.
كما انهم فرّقوا بين : الأشهر والمشهور ، فان المشهور أقوى من الأشهر ، لأنّ الأشهر في قباله شهرة ، بخلاف المشهور ، فليس في قباله شهرة.
(وربما بالغوا في أمرها) أي الشهرة (بأنّها كادت تكون إجماعا ، ونحو ذلك) بأن يقال : المشهور كذا ، بل قيل انه اجماعي ، أو المشهور كذا ويحتمل أن يكون اجماعيا الى غير ذلك ، مما يدل على انّ للاجماع عند الخاصة مرتبة أعلى من الشهرة.