ما علم بالعين والاثر من اختلاف أصحابهم ـ صلوات الله عليهم ـ في الاصول والفروع ، ولذا شكا غير واحد من أصحاب الائمة عليهمالسلام ، إليهم اختلاف أصحابهم ، فأجابوهم تارة بأنهم عليهمالسلام ، قد ألقوا الاختلاف بينهم ، حقنا لدمائهم ، كما في رواية حريز وزرارة ، وأبي أيوب الجزّار ،
______________________________________________________
الصدر (ما علم بالعين والاثر : من اختلاف أصحابهم صلوات الله عليهم في الاصول والفروع) فانّه لو كان شرط العمل عندهم ، حصول العلم بصحة الخبر ، لاتفقوا ولم يكن يقع بينهم هذا الاختلاف في الاصول والفروع ، ومن الواضح : ان المراد بالاصول ، ليس هو اصل التوحيد ، والعدل ، والنبوة ، والامامة ، والمعاد بذاته ، وإنما بعض الخصوصيات في هذه الامور.
(ولذا) أي : لاجل هذا الاختلاف (شكا غير واحد من اصحاب الائمة عليهمالسلام إليهم) أي : الى الائمة عليهمالسلام (: اختلاف اصحابهم) بما سبب التشويش عليهم.
(فأجابوهم تارة : بأنّهم عليهمالسلام قد ألقوا الاختلاف بينهم حقنا لدمائهم ، كما في رواية حريز ، وزرارة ، وأبي أيوب الجزار) (١) وغيرهم ، ففي الكافي عن زرارة عن الباقر عليهالسلام قال :
«سألته عن مسألة فأجابني ، ثم جاء رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني ، ثم جاء آخر فأجابه بخلاف ما أجابني واجاب صاحبي ، فلمّا خرج الرجلان قلت : يا بن رسول الله : رجلان من أهل العراق من شيعتكم يسألان فأحببت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟.
فقال : يا زرارة ، هذا خير وأبقى لنا ولكم ، ولو اجتمعتم على أمر واحد
__________________
(١) ـ للمزيد راجع علل الشرائع : ج ٢ ص ٩٧ ـ ٩٨.