بالكوفة وأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم ، حتّى أرجع إلى المفضّل بن عمر ، فيوقفني من ذلك على ما تستريح به نفسي ، فقال عليهالسلام : أجل ، كما ذكرت يا فيض ، إنّ الناس قد اولعوا بالكذب علينا ، كأنّ الله افترض عليهم ولا يريد منهم غيره. إنّي احدّث أحدهم بحديث ، فلا يخرج من عندي حتّى يتأوّله على غير تأويله. وذلك لأنّه لا يطلبون بحديثنا وبحبّنا ما عند الله تعالى ،
______________________________________________________
بحث الشيعة الّذين كانوا يجلسون حلقا حلقا (بالكوفة) أي في مسجد الكوفة ، لأنّ المساجد في تلك الأزمان ، كانت مراكز للبحث والدرس ، والاستفادة والافادة.
(وأكاد أشكّ في) الحكم بسبب (اختلافهم في حديثهم) عنكم (حتّى أرجع إلى المفضّل بن عمر ، فيوقفني) وينبّهني (من ذلك) الاختلاف (على ما) أي : ىعلى الحق الّذي (تستريح به نفسي فقال عليهالسلام : أجل ، كما ذكرت يا فيض ، إنّ الناس قد اولعوا) والولع بالشيء : الحرص عليه حرصا شديدا (بالكذب علينا) فهذا الاختلاف بسبب كذب الكذّابين المختلط برواياتنا.
ثم قال عليهالسلام (كأنّ الله افترض) الكذب (عليهم ولا يريد منهم غيره) أي : غير الكذب ، وذلك (إنّي احدّث أحدهم بحديث ، فلا يخرج من عندي حتى يتأوّله على غير تأويله) أي : يحمله على خلاف ما قلت له بحسب ما يتحمله ظاهر الحديث ، فاذا أمرته بأمر ـ مثلا ـ حمل ذلك الأمر على الندب ، أو نهيته عن أمر حمل النهي على الكراهة ، أو العكس من ذلك ، وإلى غيرها من التأويلات.
(وذلك لأنّه) الضمير للشأن (لا يطلبون بحديثنا وبحبّنا ما عند الله تعالى)