وكلّ يحبّ أن يدعى رأسا».
وقريب منها : رواية داود بن سرحان ، واستثناء القميّين كثيرا من رجال نوادر الحكمة معروف ، وقصة ابن أبي العوجاء
______________________________________________________
أي : ثواب الله والدار الآخرة (وكلّ يحبّ أن يدعى رأسا) (١) بأن يكون رئيسا ، فاذا سئل عن مسألة ولا يعلم جواب تلك المسألة ، أجاب بجواب من نفسه.
إذن : فالكذب ربّما كان كذب تأويل ، وربّما كان كذب اختلاف.
ولا يخفى : انّ هذا الحديث لا ينافي الحديث السابق ، إذ كلا الأمرين : من جعل الأئمة الاختلاف بين الشيعة حقنا لدمائهم.
ومن الخلط بين الصدق والكذب ، الذي يفتريه طامعو الرئاسة كان سبب اختلاف الأحاديث ممّا يؤدّي إلى عدم علم الشيعة : بأنّ ما يعملون به ، هل هو المطابق للواقع ، أو من جهة الضرورة ، أو التقية ، أو الكذب ، أو ما أشبه ذلك؟.
(وقريب منها) أي : من رواية الفيض بن المختار التي ذكرناها (رواية داود بن سرحان) (٢) الدالة على وجود الأحاديث المكذوبة في أحاديث الشيعة أيّام الأئمة عليهمالسلام.
هذا (واستثناء القميّين كثيرا من رجال نوادر الحكمة ، معروف) وقد تقدّم الالماع إليه ، وإنّما استثنوا هؤلاء الرجال لأنهم كانوا متّهمين بالكذب.
(وقصّة ابن أبي العوجاء) وهو من تلاميذ الحسن البصري ، وكان من الزنادقة والملحدين ، وقد قتله محمد بن سليمان وإلى الكوفة في عهد المنصور ، لأنّه كان
__________________
(١) ـ رجال الكشّي : ص ١٣٦ (بالمعنى) ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٦ ب ٢٩ ح ٥٨ (بالمعنى).
(٢) ـ رجال الكشّي : ص ١٧٠ وص ٢٣٩.