إلى غير ذلك ممّا يشهد بخلاف ما ذكره.
وأمّا ما ذكره ـ من عدم عمل الأخباريّين في عقائدهم إلّا على الأخبار المتواترة والآحاد العلميّة ـ ففيه : انّ الأظهر في مذهب الأخباريين ما ذكره العلّامة ، بأنّ الأخباريّين لم يعوّلوا في اصول الدّين وفروعه إلّا على الآحاد. ولعلّهم المعنيّون ممّا ذكره الشيخ في كلامه السّابق في المقلّدة ، انّهم إذا سألوا عن التوحيد وصفات الأئمة عليهمالسلام أو النبوّة ، قالوا : روينا كذا ، وإنّهم يروون في ذلك الأخبار.
______________________________________________________
ممّا يدل على وجود الخلط في الأحاديث في تلك الأزمنة ، فيكون دليلا على إنّ الأصحاب ، لم يكونوا ـ لما ادعاه السيّد الصدر ـ قاطعين بهذه الأخبار الآحاد.
(إلى غير ذلك ممّا يشهد بخلاف ما ذكره) السيّد الصدر من : انّ الأصحاب كانوا يعملون بالخبر العلمي المقطوع به.
الرابع : ممّا تنظّره المصنّف على السيّد الصدر ، هو ما أشار إليه بقوله : (وأمّا ما ذكره : من عدم عمل الأخباريّين في عقائدهم إلّا على الأخبار المتواترة والآحاد العلميّة) أي : المنتهية الى العلم ، وإن لم تكن بنفسها علما ومتواترا.
(ففيه : انّ الأظهر في مذهب الأخباريين ما ذكره العلّامة : بأن الأخباريّين لم يعوّلوا في اصول الدّين وفروعه إلّا على الآحاد) من الأخبار.
(ولعلّهم) أي : لعل الاخباريين هم (المعنيّون ممّا ذكره الشيخ في كلامه السّابق في) باب (المقلّدة) فانه ذكر : (انّهم إذا سألوا عن التوحيد وصفات الأئمة عليهمالسلام أو النبوّة قالوا : روينا كذا ، وإنّهم يروون في ذلك الأخبار) وإلّا فالمقلّدة ليسوا إلّا الأخباريين ، فأين دعوى السيّد الصدر : انّهم يعتمدون الأخبار المتواترة ونحوها؟.