وهو الذي ادّعى بعض الأخباريّين أنّ مرادنا بالعلم بصدور الأخبار هو هذا المعنى ، لا اليقين الّذي لا يقبل الاحتمال رأسا.
فمراد الشيخ من تجرّد هذه الأخبار عن القرائن تجرّدها عن القرائن الأربع التي ذكرها أوّلا ، وهي موافقة الكتاب أو السنّة أو الاجماع أو دليل العقل. ومراد السيّد من القرائن ، التي ادّعى في عبارته المتقدّمة احتفاف أكثر الأخبار بها هي الأمور الموجبة للوثوق بالرّاوي أو بالرّواية
______________________________________________________
(و) هذا العلم بمعنى : الوثوق وسكون النفس ، لا بمعنى : القطع المانع عن النقيض (هو الذي ادّعى بعض الأخباريّين) ذلك حيث قال (: أنّ مرادنا بالعلم بصدور الأخبار : هو هذا المعنى) أي : الوثوق واطمئنان النفس (لا اليقين الّذي لا يقبل الاحتمال) والترديد (رأسا) أي : أبدا ، بأن يكون مائة في مائة ، فانّ الاطمئنان يشمل حتى الخمس والتسعين ، والست والتسعين ، والسبع والتسعين ، وما فوقها دون المائة.
وعليه : فاذا كان هذا مراد السيّد (فمراد الشيخ من تجرّد هذه الأخبار عن القرائن تجرّدها عن القرائن الأربع التي ذكرها أوّلا ، وهي : موافقة الكتاب ، أو السنّة ، أو الاجماع ، أو دليل العقل) وليس مراده تجردها عن سائر القرائن الموجبة لوثوق النفس وسكونها واطمئنانها.
(و) كذلك يكون (مراد السيّد من القرائن ، التي ادّعى في عبارته المتقدّمة احتفاف أكثر الأخبار بها) حيث قال : انّ أكثر أخبارنا مقطوع على صحتها بالتواتر ، أو بأمارات تدل على صحتها (هي الأمور الموجبة للوثوق) والاطمئنان (بالرّاوي ، أو بالرّواية) بان نطمئن إلى انّ الرّاوي صادق ، أو نطمئن بانّ الرّواية