لكلّ خبر ، وما فطنوا لما تحته من التناقض ، فانّ من جملة الأخبار قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ستكثر بعدي القالة» ، وقول الصادق عليهالسلام : «إنّ لكلّ رجل منّا من يكذب عليه».
واقتصر بعضهم من هذا الافراط فقال : «كلّ سليم السّند يعمل به». وما علم أنّ الكاذب قد يصدق ،
______________________________________________________
بالاطاعة (لكلّ خبر) مهما كان طريقه ودلالته (وما فطنوا لما تحته من التناقض) فانّ تحت هذه المعنى من الافراط ، مفسدة التناقض ، حيث إنّ في الأخبار الضعاف ، كثيرا ما يوجد التناقض ، سواء بينهما في نفسها ، أو بينها وبين الأخبار الصحيحة.
(فانّ من جملة الأخبار قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ستكثر بعدي القالة») (١) والقالة : جمع قائل ، والمراد به هنا : الكذاب ، مثل باعة جمع بائع.
(وقول الصادق عليهالسلام : «لكلّ رجل منّا ، من يكذب عليه») (٢).
فانّ هذين الخبرين يدلان على كثرة الأخبار المكذوبة على النبي وآله عليهمالسلام ، فكيف يمكن مع ذلك أن يعمل الانسان بكل خبر ورد عنهم صلوات الله عليهم أجمعين؟.
(واقتصر بعضهم من هذا الافراط) أي : بعض علماء الحشوية ، على اقل من ذلك الافراط المشين (فقال : كلّ سليم السّند يعمل به) أي : كلّما كان الخبر سليم السند عمل به ، لا إنه يعمل بكل خبر حتى المتهم بالكذب وما أشبه.
نعم (وما علم) بسبب القرائن (انّ الكاذب قد يصدق) يعمل به أيضا ،
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٢ ح ١ ، من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٢٦٤ ب ٢ ح ٥٧٦٢ ، الصراط المستقيم : ج ٣ ص ١٥٦ وص ٢٥٨ (بالمعنى).
(٢) ـ المعتبر : ص ٦.