المهمة ، ادّعى أيضا تواتر الاخبار بذلك.
ومنها : ما ذكره شيخنا البهائيّ في مشرق الشمسين من : «أنّ الصحيح عند القدماء ما كان محفوفا بما يوجب ركون النفس اليه».
وذكر فيما يوجب الوثوق أمورا لا تفيد الّا الظّنّ ، ومعلوم انّ الصحيح هو المعمول به ، وليس هذا مثل الصحيح عند المتأخّرين
______________________________________________________
المهمة ، ادّعى أيضا) كدعوى المجلسي (تواتر الاخبار بذلك) أي : بعمل أصحاب الأئمة عليهمالسلام بالخبر الواحد.
(ومنها) أي : من تلك القرائن أيضا (ما ذكره شيخنا البهائي في مشرق الشمسين من : إنّ) الخبر (الصحيح عند القدماء ما كان محفوفا بما) أي : بالقرائن الّتي (يوجب ركون النفس اليه) (١) أي : إلى ذلك الخبر ، بمعنى : انّه يجعل الانسان يثق بأنّ الخبر وارد عنهم عليهمالسلام.
(وذكر فيما يوجب الوثوق) أي : ذكر في القرائن الموجبة لركون النفس واطمئنانها (امورا لا تفيد الّا الظّنّ) لا العلم ، مثل : استقامة المذهب ، والعدالة ، والتورع في النقل ، وما أشبه ذلك ، ممّا يدلّ على كفاية حجّيّة الخبر بأمثال هذه الامور ، وكلها لا تورث العلم.
(ومعلوم : إنّ الصحيح) في اصطلاح قدماء الشيعة (هو) عبارة عن الخبر (المعمول به) عندهم (وليس هذا) أي : الصحيح في اصطلاح القدماء (مثل الصحيح عند المتأخّرين) الذين ضيقوا دائرة الصحة ، وقالوا : انّه خبر العدل
__________________
(١) ـ مشرق الشمسين : ص ٢٦٩.