وعلم إجمالي حاصل بملاحظة مجموع الأخبار وسائر الأمارات المجرّدة عن الخبر ، فالواجب مراعاة العلم الإجماليّ الثّاني وعدم الإقصار على مراعاة الأوّل.
نظير ذلك : ما إذا علمنا إجمالا بوجود شياة محرّمة في قطيع غنم بحيث يكون
______________________________________________________
الله سبحانه وتعالى لا نعرفها بخصوصها.
(وعلم اجمالي) كبير (حاصل بملاحظة مجموع الأخبار وسائر الأمارات المجرّدة عن الخبر).
وبذلك يلزم علينا مراعات المجموع من حيث المجموع ، بأن نعمل بكلّ الأخبار ، وبكلّ الأمارات الّتي لا توافق الأخبار ، تحصيلا للاحكام الواقعيّة الموجودة في هذا المجموع بما هو المجموع ، لعلمنا إجمالا بأنّ بعض تلك الأحكام الواقعيّة في الأخبار ، بعض تلك الأحكام الواقعيّة في سائر الأمارات ، ولا ينحلّ العلم الاجمالي الكبير بالعلم الاجمالي الصغير.
إذن : (فالواجب مراعاة العلم الاجمالي الثّاني) الكبير في مجموع الأخبار والأمارات (وعدم الاقتصار على مراعاة) العلم الاجمالي (الأوّل) الصغير المنحصر في الأخبار فقط.
وعليه : فدليلكم العقلي هنا ، لا يدلّ على حجّيّة الأخبار ووجوب العمل بها فقط ، وإنّما يدلّ على حجّيّة كلّ أمارة في الجملة ، خبرا كان أو غير خبر ، وعلى وجوب العمل بها جميعا.
و (نظير ذلك) الّذي مرّ من العلمين الإجماليّين : الكبير والصّغير (ما إذا علمنا إجمالا) أي : علما إجماليا كبيرا (بوجود شياة محرّمة في قطيع غنم بحيث يكون