نعم ، يجب الإذعان بمضمونها وإن لم تعرف بعينها.
______________________________________________________
التّتن ، أو مثبتا للتّكليف ، مثل : وجوب الدعاء عند رؤية الهلال.
حتى إذا دلّ دليل على حرمة كلّ شيء مشكوك ، يخصّص ذلك بدليل عدم حرمة شرب التّتن ، وإذا دلّ دليل على عدم وجوب كلّ مشكوك ، يخصّص بما دلّ على وجوب الدّعاء عند رؤية الهلال ، والحال إنّ هذا الدّليل العقلي إنّما يثبت حجّيّة ما يثبت التّكليف لا ما ينفي التّكليف.
وإنّما لا يثبت حجّيّة ما ينفي التّكليف ، لأنّ هذا الدّليل العقلي يقول : بأنا نعلم إجمالا بوجود تكاليف لنا ، ولذا يلزم علينا الاحتياط بكلّ مظنون الصّدور ، والحال إنّ ما ينفي التّكليف ليس من أطراف العلم الاجمالي ، فإنّه لا معنى لوجوب العمل بعدم التّكليف احتياطا.
(نعم ، يجب الإذعان بمضمونها) أي : بمضمون الأخبار النّافية للتّكليف والالتزام بها قلبا.
لا يقال : إنّ كلّ مظنون الصّدور النّافي للتّكليف أيضا يجب العمل به احتياطا ، بمعنى : وجوب تصديقه وطرح الأصل المخالف له ، فيثبت حجّيّة كلّ مظنون الصّدور احتياطا ، أما عملا ، وامّا تصديقا.
لأنّه يقال : إنّ مقتضى كلّ خبر ظنّ صدوره بطرح الأصل المخالف له ، بل مقتضاه : التّصديق العملي.
أمّا التّصديق بالقلب لها (وإن لم تعرف بعينها) فذلك شأن كلّ شيء ورد عنهم عليهمالسلام ، فإنّ الانسان يجب عليه تصديق الواقع بما هو واقع ، وهذا حاصل من دون حاجة إلى الاحتياط بتصديق كلّ مظنون الصّدور.
فتحصّل : إنّ هذا الدّليل العقلي لا يدل على حجّيّة الخبر النّافي ، بحيث