المبحث الأول
أهداف سورة «مريم» (١)
سورة مريم سورة مكية نزلت بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة وقبل الإسراء. وكانت الهجرة إلى الحبشة في السنة السابعة من البعثة ، وكان الإسراء في السنة الحادية عشرة للبعثة ، قبل الهجرة إلى المدينة بسنة وشهرين.
أي أن سورة مريم نزلت بعد السنة السابعة من البعثة ، وقبل السنة الحادية عشرة.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لذكر قصة مريم فيها ، وعدد آياتها : ٩٨ آية ، وعدد كلماتها : ١١٩٢ كلمة.
أهداف السورة
الأهداف الأساسية لسورة مريم : تنزيه الله عن الولد والشريك ، وإثبات وحدانية الله ، والإلمام بقضية البعث القائمة على التوحيد.
هذه هي الأهداف الأساسية للسورة. كالشأن في السور المكّية غالبا ، والقصص هو مادة هذه السورة. فهي تبدأ بقصّة زكريا ويحيى (ع) ، فقصّة مريم ومولد عيسى (ع) ، فطرف من قصة إبراهيم (ع) مع أبيه .. ثم تعقبها بإشارات إلى النبيّين : إسحاق ويعقوب ، وموسى ، وهارون ، وإسماعيل ، وإدريس ، وآدم ، ونوح ؛ ويستغرق هذا القصص حوالى ثلثي السورة ، ويستهدف إثبات الوحدانيّة والبعث ، ونفي الولد والشريك وبيان منهج المهتدين ومنهج الضالين من أتباع النبيين.
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.