كل الرسل ، بعثوا بإبطال الشرك ، فمن أقوامهم من هداه إلى الإيمان به ، ومنهم من حقت عليه الضلالة فساءت عاقبتهم ؛ ثم ذكر للنبي (ص) أن شأن قومه في هذا ، مثلهم (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) (٣٧).
رد شبهة لهم على البعث
الآيات [٣٨ ـ ٤٢]
ثم قال تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٣٨) فذكر إنكارهم للبعث ، وأجاب عنه بأنه لا بدّ منه ، ولكنّ أكثرهم لا يعلمون ، لأنه يبيّن لهم به ما يختلفون فيه ، ويعلم به الكافرون أنهم كانوا كاذبين ، وهو إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون ، فلا يعجزه البعث ، كما لم يعجزه الخلق.
ثم ذكر أنه سيجازي المؤمنين ، في الدنيا حسنة ، وأن أجرهم بعد البعث أكبر ، لو كانوا يعلمون (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٤٢).
رد شبهة لهم على النبوة
الآيات [٤٣ ـ ٥٠]
ثم قال تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٤٣) فردّ على ما يزعمونه ، من أنّ الرسول لا يكون بشرا ، بأنّه لم يرسل سبحانه من قبله إلّا رجالا مثله ، وأمرهم أن يسألوا أهل العلم عن هذا ، إن كانوا لا يعلمون ؛ ثم هدّدهم على مكرهم بهذا ، أن يخسف بهم الأرض ، أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ، الى غير هذا مما هدّدهم به ؛ ثم ذكر ما يثبت قدرته على هذا ، فحثّهم على النظر فيما خلق من شيء ، يتفيّئون ظلاله عن اليمين والشمائل سجّدا لله سبحانه ، وهم داخرون. وذكر جل جلاله ، أنه يسجد له ما في السماوات وما في الأرض ، من دابّة والملائكة وهم لا يستكبرون : (يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٥٠).
عود الى إبطال أنواع من الشرك
الآيات [٥١ ـ ١٠٠]
ثم قال تعالى : (وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ