الذهب ، بطريقة فنية ، تجعل الريح تمرّ فيه ، فتحدث صوتا وخوارا.
وقال لهم : إنّ موسى لن يعود إليكم. لقد ذهب لمقابلة ربّه فضلّ الطريق إليه ، وهذا هو إلهكم وإله موسى.
وفتن بنو إسرائيل بعبادة العجل ، فقد ألفوا الذل وطاعة فرعون.
وعاد موسى غضبان أسفا يلوم هارون على تباطئه عن إخماد هذه الفتنة ، فاعتذر له بأنه صبر حتّى يعود ، فيلتئم الشمل وتعود الوحدة إلى الجماعة.
وتوعّد موسى السامريّ بالعذاب والنّكال ، وأمر بطرده من محلّة بني إسرائيل. فخرج طريدا هو وأهله إلى البراري ، ثم أتى موسى بالعجل فحرقه بالنار ، ونسف رماده في اليمّ ، ليبيّن لقومه أنّ مثل هذا لا يصح أن يتّخذ إلها :
(أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً) (٨٩).
مشاهد القيامة وختام السورة
بدأت سورة طه بمقدّمة في بيان جلال الله وقدرته وعلمه الواسع في الآيات ١ ـ ٨.
ثمّ تحدّثت عن رسالة موسى وجهاده في مصر ، وجهوده مع بني إسرائيل في الآيات ٩ ـ ٩٨.
وبعد قصة موسى تجيء الآيات ٩٩ ـ ١١٤ تعقيبا على هذه القصّة ببيان فضل القرآن ، وعاقبة من يعرض عنه ؛ وترسم الآيات هذه العاقبة في مشهد من مشاهد القيامة ، تتضاءل فيه أيام الحياة الدنيا ، وتتكشّف الأرض من جبالها وتعرى ، وتخشع الأصوات للرحمن ، وتعنو الوجوه للحيّ القيّوم ؛ لعلّ هذا المشهد وما في القرآن من وعيد يثير مشاعر التقوى في النفوس ، ويذكّرها بالله ويصلها به. وينتهي هذا المقطع ، بإراحة بال الرسول (ص) من القلق من ناحية القرآن الذي ينزل عليه ، فلا يعجل في ترديده خوف أن ينساه ، ولا يشقى بذلك فالله ميسّره وحافظه ، وإنّما يطلب من ربّه أن يزيده علما.
وفي مناسبة حرص الرسول (ص) على أن يردّد ما يوحى إليه قبل انتهاء الوحي خشية النسيان ، تعرض الآيات ١١٥ ـ ١٢٣ نسيان آدم لعهد الله وتنتهي بإعلان العداوة بينه وبين