عرض حلقة من قصّة إبراهيم (ع) وعند الإشارة إلى داود وسليمان (ع).
ويقصر عند الإشارة إلى قصص نوح ، وموسى ، وهارون ، ولوط ، وإسماعيل ، وإدريس ، وذي الكفل ، وذي النون ، وزكريا ، ويحيى وعيسى (ع).
وفي هذا الاستعراض تتجّلى المعاني التي سبقت في سياق السورة ، تتجلّى في صورة وقائع في حياة الرسل والدعوات ، بعد ما تجلّت في صورة قواعد عامة ونواميس.
كذلك يتضمّن سياق السورة بعض مشاهد القيامة ، وتتمثّل فيها تلك المعاني نفسها في صورة واقع يوم القيامة.
وهكذا تتجمّع الأساليب المنوّعة في السورة على هدف واحد ، هو استجاشة القلب البشريّ لإدراك الحق الأصيل في العقيدة ، التي جاء بها خاتم الرّسل (ص) فلا يتلقّاها الناس غافلين ، معرضين لاهين ، كما تصفهم السورة في مطلعها.
إنّ هذه الرسالة حقّ ، كما أن هذا الكون حقّ وجدّ. فلا مجال للهو في استقبال الرسالة ، ولا مجال لطلب الآيات الخارقة ، وإنّ آيات الله في الكون ، وسنن الكون كلّها توحي بأنه سبحانه الخالق القادر الواحد ، والرسالة من لدن ذلك الخالق القادر الواحد.
نظم السورة
النّظم في سورة الأنبياء ، يختلف عن النظم في سورتي مريم وطه. هناك كان النظم سهلا ، والختام رخيّا ، يختم في الغالب بالألف اللينة.
أمّا في سورة الأنبياء ، فالنّظم نظم التقرير ، الذي يتناسق مع موضوعها ، ومع جوّ السياق في عرض هذا الموضوع ، ولذلك ختمت آياتها بالميم أو بالنون.
* * *
وإذا نظرنا الى الجانب الذي عرض من قصّة إبراهيم (ع) في سورة مريم ، وجدنا أن الحلقة التي عرضت هناك ، حلقة الحوار الرّخي بين إبراهيم وأبيه. وقد ختمت آيات الحوار هناك ، بالألف الليّنة مثل نبيّا ، صفيّا ، عليّا.
أمّا هنا ، فجاءت حلقة تحطيم الأصنام ، وإلقاء إبراهيم في النار. ولكي يتحقّق التناسق في الموضوع ،