القولين : إبطال السماء ونقض بنيتها ، وإعدام جملتها. من قولهم : طوى الدهر آل فلان ، إذا أهلكهم وعفّى آثارهم. وعلى القول الاخر ، يكون الطيّ هاهنا على حقيقته فيكون المعنى : إنّ عرض السماوات يطوى حتى يجتمع بعد انتثاره ، ويتقارب بعد تباعد أقطاره. فيصير كالسّجلّ المطويّ ؛ وهو ما يكتب فيه من جلد أو قرطاس ، أو ثوب ، أو ما يجري مجرى ذلك. والكتاب ، هاهنا ، مصدر ، نقول : كتبت كتابة ، وكتابا ، وكتبا ، فيكون المعنى يوم نطوي السماء كطيّ السّجلّ ليكتب فيه ، فكأنه تعالى قال : كطيّ السجل للكتابة ، لأنّ الأغلب في هذه الأشياء التي أومأنا إليها أن تطوى ، قبل أن تقع الكتابة فيها ؛ لأنّ ذلك الطيّ أبلغ في التمكّن منها.