وتعزيته عن تكذيب المشركين له وللقرآن :
(لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣)).
وإلى طمأنينة قلوب المؤمنين وتصبيرهم على ما يلقون من عنت المشركين ، وتثبيتهم على العقيدة مهما أوذوا في سبيلها من الظالمين ، كما ثبّت من قبلهم من المؤمنين.
القصص في سورة الشعراء
القصص غالب على سورة الشعراء ، يشغل معظم السورة : فمجموع آياتها ٢٢٧ آية ، منها ١٨٠ آية تحتوي على قصص هادف يمسّ شغاف القلوب ، ويبين رعاية الله للأنبياء والمرسلين. ذكرت قصة موسى وفرعون في الآيات [١٠ ـ ٦٨].
وفيها سبعة مشاهد ، أولها : مشهد النداء والبعثة والوحي والمناجاة بين موسى وربه ؛ وثانيها : مواجهة موسى لفرعون وملئه ، وتأييد موسى بآيتي العصا واليد البيضاء ؛ وثالثها : مشهد التامر وجمع السّحرة وحشد الناس للمباراة الكبرى ؛ ورابعها : مشهد إيمان السّحرة وتهديد فرعون ووعيده ؛ وخامسها : مشهد إيحاء الله لموسى أن يسري بعباده ليلا ؛ وسادسها : مشهد إرسال فرعون في المدائن حاشرين يجمعون الجنود لملاحقة بني إسرائيل ؛ وسابعها مشهد المواجهة أمام البحر ، ونهاية القصّة بانفلاق البحر وغرق الظالمين ونجاة المؤمنين.
قصة ابراهيم
تستغرق قصة إبراهيم الآيات : [٦٩ ـ ١٠٤] ، والحلقة التي تعرض هنا من قصة إبراهيم (ع) هي حلقة الرسالة إلى قومه ، وحواره معهم حول العقيدة ، وإنكار الالهة المدّعاة ، والاتّجاه بالعبادة إلى الله ، وبيان صفات الله وفضله وعظيم نعمائه ، فهو الذي يخلق ويطعم ويسقي ، ويشفي ويحيي ويميت ، ويغفر الذنب ويحاسب الناس ، ويكافئ المؤمنين ويعاقب الغاوين.
وفي أعقاب قصة إبراهيم ، مشهد كامل من مشاهد القيامة ، يتنكّر فيه المشركون لآلهتهم ، ويندمون على الشّرك الذي انتهى بهم إلى ما هم فيه ، وكأنهم قد صاروا فعل في موقف الحساب والجزاء ، وهنا عبرة القصة للمشركين.