المبحث الأول
أهداف سورة «النمل» (١)
سورة النمل سورة مكية ، آياتها ٩٣ آية ، نزلت بعد سورة الشعراء. وسميت بسورة النمل ، لاشتمالها على مناظرة النمل مع سليمان (ع) ، الواردة في قوله تعالى :
(حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١٨).
نظام السورة
هذه السورة مجاورة لسورة الشعراء ، وهي تمضي على نسقها في الأداء : مقدمة تمضي على نسقها في الأداء : مقدمة وتعقيب يتمثل فيهما موضوع السورة الذي تعالجه ، وقصص بين المقدمة والتعقيب يعين على تصوير هذا الموضوع ، ويؤكده ، ويبرز فيه مواقف معينة للموازنة بين موقف المشركين في مكة ومواقف الغابرين قبلهم من شتّى الأمم ، للعبرة والتدبّر في سنن الله وسنن الدعوات.
موضوع السورة
موضوع سورة النمل الرئيسي ، كسائر السور المكية ، هو العقيدة : الإيمان بالله ، وعبادته وحده ، والإيمان بالآخرة ، وما فيها من ثواب وعقاب ، والإيمان بالوحي ، وأن الغيب كلّه لله لا يعلمه سواه ، والإيمان بأن الله هو الخالق الرزّاق واهب النعم ؛ وتوجيه القلب إلى شكر أنعم الله على البشر ،
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.