المبحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «النور» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة النور بعد سورة الحشر ، ونزلت سورة الحشر بين صلح الحديبية وغزوة تبوك ، فيكون نزول سورة النور في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى في الآية ٣٥ منها : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، وتبلغ آياتها أربعا وستين آية.
الغرض منها وترتيبها
غرض هذه السورة بيان بعض الأحكام العملية ، التي تتعلق بحفظ الفروج والأعراض ، كحكم الزنا والقذف والنظر ، وغيره من الأحكام الآتية فيها ، وقد جاء فيها ، من الاستطراد ، ما قصد به تنويع أسلوبها ، على عادة القرآن ، إذا أخذ في بيان هذه الأحكام.
وقد ذكرت هذه السورة بعد السورة السابقة ، لأنها ابتدئت بذكر بعض أحكام الإيمان العملية ، على سبيل الإجمال ، وكان من ضمنها حفظ الفروج إلا على الأزواج أو نحوهم ؛ فجاءت هذه السورة بعدها ، لتفصيل الأحكام المتعلّقة بحفظ الفروج والأعراض.
حكم الزّنا
الآيات [١ ـ ٣]
قال الله تعالى : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.