الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١)) فذكر سبحانه أنه يجب له الحمد في الدنيا على ما أنعم به علينا في السماوات والأرض ، وأنّ حمدنا له في الدنيا نجازي عليه في الاخرة ، فيكون له الحمد علينا فيها أيضا. وأخبر بأنّه حكيم خبير عالم رحيم غفور ، فلا يصحّ أن يكون خلقه لنا عبثا من غير حكمة. ثم ذكر اعتراضهم الأوّل على يوم القيامة : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) [الآية ٣] ، ورد عليهم بتأكيد إتيانها ، ليثيب الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ، ويعذّب الّذين سعوا في آياته معاجزين : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦)).
الاعتراض الثاني
على يوم القيامة
الآيات [٧ ـ ٢٨]
ثمّ قال تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧)) ، فذكر استبعادهم لإعادتهم بعد أن يموتوا ويمزّقوا كلّ ممزّق ، وأجاب عن ذلك بأنه لا وجه لاستبعادهم ذلك وهم يرون من كمال قدرته ما يرون فيما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض ، وهو الّذي سخّر الجبال والطير لداود ، وسخّر الريح وأسال عين القطر لسليمان ، وأرسل سيل العرم على أهل سبأ ، فأهلكهم وخرّب ديارهم ؛ ثم ذكر عجز آلهتهم ليوازنوا بين هذا العجز وبين كمال قدرته سبحانه ؛ وأمر نبيّه بعد هذا ، أن يتلطّف في جدالهم بعد ظهور الحقّ لهم ، فيذكر لهم أنّه وإيّاهم إمّا على الهدى وإمّا على الضّلال ، وأنّهم لا يسألون عن عمله كما لا يسأل عن عملهم ، وأنّه لا بدّ من يوم يفصل فيه بينهم ، ثمّ ختم ذلك بإثبات صدقه فيما يدعوهم إليه من الإيمان بيوم القيامة وغيره : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٨)).
الاعتراض الثالث والرابع
على يوم القيامة
الآيات [٢٩ ـ ٤٢]
ثمّ قال تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٩)) فذكر ، سبحانه ، أنّهم سألوا عن ميعاد يوم