المبحث السادس
المعاني اللغوية في سورة «يس» (١)
قال تعالى : (يس (١)) ، يقال معناها يا إنسان ، كأنّه سبحانه يعني النبيّ (ص) ، فلذلك قال : (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣)) لأنه يعني النبي (ص).
وقال تعالى : (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (٦)) [الآية ٦] أي : قوم لم ينذر آباؤهم ، لأنهم كانوا في الفترة. وقرأ بعضهم (ما أنذره آباؤهم فهم غافلون). فدخول الفاء في هذا المعنى ، كأنّه لا يجوز ، والله أعلم ، وهو على الأوّل أحسن.
وقال تعالى : (طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ) [الآية ١٩] أي : إن ذكّرتم فمعكم طائركم.
وقال سبحانه : (لَا الشَّمْسُ) [الآية ٤٠] بإدخال «لا» لمعنى النفي ، ولكن لا ينصب ما بعدها إلّا أن يكون نكرة ، فهذا مثل قوله تعالى : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ) [الكافرون : ٣ و ٥].
وقال تعالى : (فَمِنْها رَكُوبُهُمْ) [الآية ٧٢] أي : «منها ما يركبون» لأنّك تقول : «هذه دابّة ركوب». و «الرّكوب» : هو فعلهم.
وقال تعالى : (سَلامٌ قَوْلاً) [الآية ٥٨] فانتصب «قولا» على البدل من اللفظ بالفعل ، كأنّه قال «أقول قولا» ؛ وقرأه ابن مسعود (سلاما) وعيسى (٢) وابن
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش ، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد ، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتاب ، بيروت ، غير مؤرّخ.
(٢). هو عيسى بن عمر الثّقفي ، وقد مرّت ترجمته.