المبحث السادس
المعاني اللغوية في سورة «الصافات» (١)
قال تعالى : (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الآية ٥] على «إنّ إلهكم ربّ» ونصب بعضهم (رَبُّ السَّماواتِ) [الآية ٥](وَرَبُّ الْمَشارِقِ (٥)) فجعله صفة للاسم الّذي وقعت عليه «إنّ» ، والأوّل أجود ، لأنّ الأوّل في هذا المعنى ، وهو متناول بعيد في التفسير.
وقال تعالى : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) [الآية ٦] بجعل «الكواكب» بدلا من «الزّينة» وبعضهم قرأ : (بزينة الكواكب) وليس يعني بعضها ، ولكن زينتها حسنها.
وورد قوله تعالى : (وَحِفْظاً) [الآية ٧] بالنصب ، باعتباره بدلا من اللفظ بالفعل ، كأنّ السّياق : «وحفظناها حفظا».
وقال تعالى : (لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢)) وثقّل بعضهم ، وليس للتثقيل معنى ، إنّما معنى التثقيل «المتصدّقين» وليس هذا بذاك المعنى. انّما معنى هذا من «التّصديق» وليس من «التصدّق» ، وإنّما تضعّف هذه ويخفّف ما سواها ، «والصّدقة» تضعّف صادها ، وتلك غير هذه. إنّما سئل رجل : من صاحبه؟ فحكى عن قرينه في الدّنيا ، فقال كما ورد في التنزيل : (كانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢)) إنّا لنبعث بعد الموت. أي : أتؤمن بهذا؟ أي : تصدّق بهذا.
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش ، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد ، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتاب ، بيروت ، غير مؤرّخ.