الشيطان ، وهو الّذي أبعده الله عن رحمته ، وطرده من جنّته ، حينما استكثر على آدم فضل الله الّذي أعطاه ؛ وفي هذا إيحاء لهم ألا يستكثروا على محمد (ص) فضل الرسالة وتبليغ وحي السماء. كذلك تصوّر الآيات المعركة المستمرة بين الشيطان وأبناء آدم ، والّتي لا يهدأ أوارها ، ولا تضع أوزارها ، والّتي يهدف من ورائها إلى إيقاع أكبر عدد منهم في حبائله ، لإيرادهم النار معه ، انتقاما من أبيهم آدم. وقد كان طرد إبليس من الجنة بسبب امتناعه عن السجود له ، فالمعركة بين إبليس وذرية آدم معروفة الأهداف ، ولكن أبناء آدم يستسلمون لعدوهم القديم.
وتختم السورة بتوكيد قضية الوحي ، وإخلاص الرسول في تبليغ الرسالة ، لا يبتغي أجرا ولا يتكلّف قولا ؛ وإنّما يبلّغ القرآن ، وسيكون لهذا القرآن أبلغ الأثر في حياة البشرية.