٢ ـ أنواع الإنسان وحالته
في الفقرة الثانية نجد أن الآيات [٨ ـ ٢٠] قد لمست القلوب لمسة أخرى ، وهي تعرض على الناس صورتهم في الضّرّاء وصورتهم في البأساء ، وتريهم تقلّبهم وضعفهم وقلّة ثباتهم على نهج إلّا حين يتصلون بربهم ويتطلّعون إليه ، ويقنتون له ، فيعرفون الطريق ، ويعلمون الحقيقة وينتفعون بما وهبهم الله من خصائص الإنسان.
ثم وجّهت الآيات النبيّ (ص) إلى إعلان كلمة التوحيد الخالصة ، وإعلان خوفه من معصية الله ، وإعلان تصميمه على منهجه وطريقه ، وتركهم هم لمنهجهم وطريقهم ، وبيان عاقبة هذا الطريق وذلك يوم يكون الحساب.
٣ ـ في مظاهر القدرة
في الآيات [٢١ ـ ٢٥] لفتة إلى حياة النبات في الأرض عقب إنزال الماء من السماء ، ثم نهاية النبات في فترة وجيزة ، وكذلك شأن الدنيا. ثم تشير الآيات إلى الكتاب المنزل من السماء ، لتحيا به القلوب وتنشرح له الصدور مع تصوير لعاقبة المستجيبين لذكر الله ، والقاسية قلوبهم من ذكر الله.
ثم تضرب الآيات مثالا لمن يعبد إلها واحدا ، ومن يعبد آلهة متعددة ، وهما لا يستويان مثلا ، ولا يتّفقان حالا ، كما لا يستوي العبد الّذي يملكه سادة متنازعون ، والعبد الّذي يعمل لسيد واحد لا يتنازع أحد فيه.
ثم تضع حقيقة واقعة ، وهي تعرّض الناس جميعا للموت والفناء ، الرسول والمرسل إليهم ؛ وسيتنوع الجزاء يوم القيامة ، فيجازى الكافرون في جهنم ، ويجازى الصادقون المصدّقون جزاء المحسنين.
٤ ـ نقاش متنوع
في الآيات [٣٦ ـ ٦١] نلمس قدرة القرآن الفائقة على إقامة الحجّة ، وإقناع الإنسان ، وأخذ السبيل على النفس البشرية حتى لا تجد بدّا من الإذعان والانقياد. وقد تناولت هذه الفقرة التوحيد من جوانب متعددة في لمسات متنوعة ، تبدأ بتصوير حقيقة القلب المؤمن ، وموقفه بإزاء قوى الأرض واعتداده بالقوة الوحيدة ، واعتماده عليها دون مبالاة بسواها من القوى الضئيلة الهزيلة. ومن ثم ينفض يده من هذه القوى الوهمية ، ويكل أمره وأمر