وفي الشبيبة قد
قاسيت كل عنا |
|
اذا فماذا أرى
في أرذل العمر |
ان كان آخر
أيامي كأولها |
|
أعوذ بالله من
أيامي الأخر |
فهل يسعك بعد وقوفك على هذه الغرائب الا أن تؤمن به وتعتقد انه معجزة الدهر لا نابغة العصر الذي هو فيه فقد كان رحمهالله سريع البديهة حسن الروية كثير الارتجال فقد قرأت في احدى مجاميع البحاثة الاديب علي بن الحسين العوضي الحلي وهو من معاصري الكواز ما هذا نصه وقد نقلت ذلك من خطه قال : تذاكرت يوما أنا والكواز المذكور فيما كان يرتجله الشعراء الاقدمون من الاراجيز والقصائد فقال لي لا تعجب واكتب ما أملي عليك اذا شئت ثم ارتجل مقطوعة رقيقة لم يحضرني منها سوى قوله :
أخوي هذي أكؤس ا |
|
لشوق المبرح
فأشربا |
واذا انتحبت
صبابة |
|
مما دهاني
فانحبا |
لا تعجبا من
صبوتي |
|
ومن الملام
تعجبا |
ما كنت بدعا في
الغرا |
|
م ولست أول من
صبا |
وقال العوضي أيضا : كان هو وأخوه الشيخ صالح يمشيان معي فتذاكرنا من أنواع البديع تشبيه الشيء بشيئين فقلت في ذلك :
عاطيته صرفا كأن
شعاعها |
|
شفق المغيب
ووجنة المحبوب |
فأجاز أخوه مرتجلا :
فغدت وقد مزجت
بعذب رضابه |
|
شهدا يضوع عليه
نشر الطيب |