المبحث
الأول أهداف سورة «المطفّفين» (١)
سورة المطفّفين سورة مكية آياتها ٣٦ آية ، وهي آخر سورة نزلت في مكّة. وهي سورة تعالج طغيان الغني ، واستغلال الفقراء ، وتحارب تطفيف الكيل والميزان ، وتبيّن أنّ صحف أعمال الفجّار في أسفل سافلين ، وأنّ كتاب أعمال الأبرار في أعلى عليّين ؛ كما وصفت السورة النعيم المقيم الذي يتمتّع به الأبرار في الجنّة ، وبيّنت أن المجرمين كانوا يسخرون من المؤمنين في الدنيا ؛ وفي يوم القيامة يتغيّر الحال ، فيسخر المؤمن من الكافر ، ويتمتّع المؤمن بألوان النعيم.
مقاطع السورة
تتألّف سورة المطفّفين من أربعة مقاطع ، يبدأ المقطع الأول منها بإعلان الحرب على المطفّفين ، وتهديدهم بالجزاء العادل ، عند البعث والحساب [الآيات ١ ـ ٦].
ويتحدّث المقطع الثاني عن الفجّار في شدّة وردع وزجر ، وتهديد بالويل والهلاك ، ودمغ بالإثم والاعتداء وبيان لسبب هذا العمى ، وعلة هذا الانطماس ، وتصوير لجزائهم يوم القيامة ، وعذابهم بالحجاب عن ربهم ، كما حجبت الآثام في الأرض قلوبهم [الآيات ٧ ـ ١٧].
والمقطع الثالث يعرض الصفحة المقابلة ، صفحة الأبرار ، ورفعة مقامهم ، والنعيم المقرر لهم ، ونضرته التي تفيض على وجوههم ، والرحيق
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.