المبحث الخامس
المعاني اللغوية في سورة «المطفّفين» (١)
قال تعالى : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (٣) أي : «إذا كالوا النّاس أو وزنوهم» ، فأهل الحجاز يقولون «كلت زيدا» و «وزنته» أي : «كلت له» و «وزنت له».
قال تعالى : (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) بجعله في الحين ، كما تقول «فلان اليوم صالح» تريد به الآن في هذا الحين ، وتقول هذا بالليل «فلان اليوم ساكن» أي : الآن ، أي : هذا الحين ، ولا نعلم أحدا قرأها جرا ؛ والجرّ جائز.
وقال تعالى (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ) [الآية ١٤] ؛ تقول : «ران» «يرين» «رينا».
وقال سبحانه : (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا) [الآية ٢٨] بجعله على (يُسْقَوْنَ) [الآية ٢٥](عَيْناً) [الآية ٢٨] ؛ وإن شئت جعلته على المدح ، فتقطع من أول الكلام ، كأنك تقول : «أعني عينا».
وقال تعالى : (هَلْ ثُوِّبَ) [الآية ٣٦] فإن شئت أدغمت (٢) وإن شئت لم تدغم ، لأن اللام (٣) مخرجها بطرف اللسان قريب من أصول الثنايا ، والثاء بطرف اللسان وأطراف الثنايا ، إلّا أنّ اللام بالشّقّ الأيمن أدخل في الفم ، وهي قريبة المخرج منها ؛ ولذلك قرئ
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش ، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد ، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتب ، بيروت ، غير مؤرّخ.
(٢). نسب الإدغام في السبعة ٦٧٦ إلى أبي عمرو ؛ وفي البحر ٨ / ٤٤٣ إلى النحويين ، وحمزة ، وابن محيصن.
(٣). نسب عدم الإدغام إلى غير أبي عمرو ؛ وفي السبعة ٦٧٦ إلى الجمهور ؛ وفي البحر ٨ / ٤٤٣.