والقسم الأول من السورة فيه نداوة الفجر وجماله. وفضل الليالي العشر ، وثواب الشفع والوتر من الصلاة.
والقسم الثاني ينتهي بالدال ، وفيه بيان القوة في الانتقام من الظالمين.
وقد ذكر الفيروزآبادي أن معظم مقصود السورة ما يأتي : «تشريف العيد وعرفة ، وعشر المحرّم ، والإشارة الى هلاك عاد وثمود وأضرابهم ، وتفاوت حال الإنسان في النعمة ، وحرصه على جمع الدنيا والمال الكثير ، وبيان حال الأرض في القيامة ، ومجيء الملائكة ، وتأسّف الإنسان يومئذ على التقصير والعصيان ؛ وأنّ مرجع العبد المؤمن عند الموت إلى الرحمن والرّضوان ونعيم الجنان».
مع آيات السورة
[الآية ١] : أقسم الله سبحانه وتعالى بالفجر ، وهو الوقت الذي يدبر فيه الليل ، ويتنفّس الصباح في يسر وفرح وابتسام ، وإيناس ودود نديّ ، ويستيقظ الوجود رويدا رويدا.
[الآية ٢] : (وَلَيالٍ عَشْرٍ) (٢) قيل هن العشر الأوائل من المحرّم ، وقيل العشر الأواخر من رمضان ، وفيها ليلة القدر ، وقيل هي العشر الأوائل من ذي الحجة وفيها يوم عرفة وعيد الأضحى.
[الآية ٣] : (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) (٣) أي الزوج والفرد من الأعداد ، والشفع والوتر من الصلاة ، أو أيّام التشريق وفيها رمي الجمار بمنى ، فمن شاء رمى في يومين ومن شاء مكث ثلاثة أيام.
واليومان : شفع ، والثلاثة : وتر ، قال تعالى : (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) [البقرة / ٢٠٣].
[الآية ٤] : (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (٤) أي يسرى فيه ، كما يقال ليل نائم ، أي ينام فيه. وقيل معنى (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (٤) أي ينصرم وينقضي مسافرا بعيدا ، ويسري راحلا ، وأصله يسري فحذفت الياء لدلالة الكسرة عليها في الوصل ، وحذفت الياء ، مع الكسرة في الوقف.
[الآية ٥] : (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) (٥) : أي هل في ما أقسمت به ، من جمال الفجر ، وجلال الأيّام العشر ، وثواب الشفع والوتر ، ولطف الليل إذا يسر ، مقنع لذي لبّ وعقل. وسمّي العقل حجرا لأنه يمنع صاحبه عن الشر ، ويحجره عمّا لا يليق.