الموسوعة القرآنيّة خصائص السور [ ج ١١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الموسوعة القرآنيّة خصائص السور

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الموسوعة القرآنيّة خصائص السور [ ج ١١ ]

لله تعالى كتابان : كتاب مقروء ، وهو القرآن الكريم ، وكتاب مفتوح ، وهذا هو الكون العظيم ، ومشاهد الكون تأسر القلوب ، وتبهج النفس ، وتوقظ الحس ، وتنبّه المشاعر.

«ومن ثم يكثر القرآن من توجيه القلب الى مشاهد الكون بشتّى الأساليب في شتّى المواضع ، تارة بالتوجيهات المباشرة ، وتارة باللمسات الجانبية ، كهذا القسم بتلك الخلائق والمشاهد ، ووضعها إطارا لما يليها من الحقائق».

[الآية ١] : أقسم الله بالشمس ، وبنورها الساطع في وقت الضحى ، وهو الوقت الذي يظهر فيه ضوء النهار ، ويتجلّى نور الشمس ، ويعمّ الدفء في الشتاء ، والضياء في الصيف ، قبل حر الظهيرة وقيظها.

[الآية ٢] : وأقسم الله بالقمر إذا جاء بعد الشمس ، بنوره اللطيف الهادئ الذي يغمر الكون بالضياء والأنس والجمال.

[الآية ٣] : وأقسم بالنهار إذا أظهر الشمس ، وأتمّ وضوحها ، وللنهار في حياة الإنسان آثار جليلة ، ففيه السعي والحركة والنشاط.

[الآية ٤] : وأقسم الله بالليل إذا غشي الكون ، فغطى ظلامه الكائنات ، وحجب نور الشمس وأخفاه.

[الآية ٥] : وأقسم الله بالسماء ومن قدّر خلقها ، وأحكم صنعها على النحو الذي نشاهده.

[الآية ٦] : وأقسم الله بالأرض ، والذي بسطها ومهّدها للسّكنى.

لقد جمع القسم بين ضياء الشمس ونور القمر ، وضوء النهار وظلام الليل ، وارتفاع السماء وبسط الأرض ، وتلحظ في هذا القسم المقابلة بين النور والظلام ، بين السماء والأرض ، مما يلفت النظر إلى بديع صنع الله ، وجليل وحيه وإعجاز كتابه.

[الآيات ٧ ـ ١٠] : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) (١٠).

خلق الله الإنسان مزودا باستعدادات متساوية للخير والشر والهدى والضلال ، فهو قادر على توجيه نفسه إلى الخير وإلى الشر.

لقد خلق الله الإنسان بيده ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته ، وزوّده