المبحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «عبس» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة «عبس» بعد سورة النجم ، ونزلت سورة النجم فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء ، فيكون نزول سورة عبس في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى في أوّلها : (عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) (٢). وتبلغ آياتها اثنتين وأربعين آية.
الغرض منها وترتيبها
الغرض من هذه السورة ، التسوية بين الناس في الدعوة ، وكان عبد الله بن أمّ مكتوم أتى النبيّ (ص) وعنده صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام ، فطلب منه أن يقرئه ويعلّمه ممّا علّمه الله ، فعبس وأعرض عنه لقطعه كلامه ، فنزلت هذه السورة عتابا له ، وقد انتقل فيها من عتابه إلى سياق الترهيب والترغيب ، فوافقت في هذا سياق سورة النازعات ، وهذا هو وجه المناسبة في ذكرها بعدها.
التسوية بين الناس في الدعو
الآيات [١ ـ ٤٢]
قال الله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) (٢) فذكر سبحانه أن الرسول (ص) عبس للأعمى ولعلّه ينتفع بما يعظه به ، وأنه تصدّى لمن استغنى فأبطره غناه وأطغاه وليس عليه
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.