المبحث الرابع
مكنونات سورة «التكوير» (١)
١ ـ (بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ) (١٦). أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب (ع) قال :
هي خمسة أنجم : زحل ، وعطارد ، والمشتري ، وبهرام (٢) ، والزهرة ؛ ليس في الكواكب شيء يقطع المجرة غيرها.
وأخرج عن ابن مسعود قال : هي بقر الوحش. وعن سعيد بن جبير قال : هي الظّباء (٣).
٢ ـ (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (١٩).
قال الضّحّاك ، والرّبيع ، والسّدّي ، وغيرهم : جبريل (ع) أخرجه ابن أبي حاتم (٤).
وقال آخرون : هو محمد (ص).
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «مفحمات الأقران في مبهمات القرآن» للسّيوطي ، تحقيق إياد خالد الطبّاع ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرخ.
(٢). «تاج العروس» ٨ / ٢٠٨ ، وهو اسم للمرّيخ.
(٣). قال ابن جرير الطبري في «تفسيره» ٣٠ / ٤٩ : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إنّ الله. تعالى ذكره ، أقسم بأشياء تخنس أحيانا ـ أي تغيب ـ وتجري أحيانا وتكنس أخرى ، وكنوسها أن تأوي في مكانسها ، والمكانس عند العرب : هي المواضع التي تأوي إليها بقر الوحش والظباء ، واحدها مكنس وكناس». ثم قال أيضا : «وغير منكر أن يستعار ذلك في المواضع التي تكون بها النجوم من السماء ؛ فإذا كان ذلك كذلك ، ولم يكن في الآية دلالة على أنّ المراد بذلك النجوم دون البقر ، ولا البقر دون الظباء ، فالصواب أن يعمّ بذلك كل ما كانت صفته الخنوس أحيانا ، والجري أخرى ، والكنوس بآنات على ما وصف ، جلّ ثناؤه ، من صفتها.
(٤). أخرجه الطبري في «تفسيره» ٣٠ / ٥١ عن قتادة.