ابن الفرات قال : حدّثنا يحيى الحمّاني ، حدّثنا أبو محمّد قيس بن الرّبيع (١) ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٢).
٣٣ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن عبد الله بن شوذب قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفرانيّ قال : حدّثني أحمد بن يحيى بن عبد الحميد ، حدّثنا أبو إسرائيل الملائيّ (٣) ، عن الحكم ، عن أبي سليمان المؤذّن ، عن زيد بن أرقم قال : نشد عليّ عليهالسلام النّاس في المسجد قال : أنشد الله رجلا سمع النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول : «من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه» (٤) وكنت أنا ممّن كتم فذهب بصري.
__________________
(١) أبو محمّد قيس بن الربيع الأسدي الكوفي ، روى عن جمع كثير منهم الأعمش ، وروى عنه كثيرون منهم يحيى بن عبد الحميد الحماني. تهذيب التهذيب ٨ / ٣٩٢.
(٢) أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود أنه قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله : يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك : أن عليا مولى المؤمنين. الخ خرجه السيوطي في الدر المنثور ٢ / ٢٩٨ ، والشوكاني في تفسيره ٣ / ٥٧.
(٣) هو اسماعيل بن خليفة الملائي المتوفى ١٦٩ ، راجع الغدير ١ / ١٦٧.
(٤) أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ٥ / ٣٧٠ بالإسناد إلى أبي اسرائيل بعين السند واللفظ وفي آخره [فقام ستة عشر رجلا فشهدوا] وخرجه عنه المحب الطبري في الذخائر ٦٧ ، والحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٧ ، وأخرجه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ٣٦٦ بالإسناد إلى أبي إسرائيل الملائي وهو من رجال الترمذي وابن ماجة بعين السند ، واللفظ في آخره [فكنت فيهم] أي ممن شهدوا.
أقول : الظاهر أن هذا سهو أو تساه من العلامة الدمشقي ، فإن كل من روى الحديث وذيله ، إنما ذيله بأن زيدا كان فيمن كتم فذهب بصره ، وكان علي دعا على من كتم ، كما أخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٦ واللفظ في آخره [فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا بذلك وكنت فيمن كتم فذهب بصري] قال : رواه الطبراني في الكبير ، ورواه في الأوسط خاليا من ذهاب البصر والكتمان ودعاء علي. وفي رواية عنده «وكان علي دعا على من كتم». وهكذا أخرجه الشيخ المفيد من أعلام الامامية في الإرشاد ١٦٧.
وأخرج العلامة ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ١ / ٣٦٢ قال : روى أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن : أن عليا عليهالسلام نشد الناس من سمع رسول الله يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فشهد له قوم وأمسك زيد بن أرقم فلم يشهد ، وكان يعلمها ، فدعا علي عليه بذهاب البصر فعمي ، فكان يحدث الناس بالحديث بعد ما كف بصره.