وعن مجاهد ، عن ابن عباس أنه كان ينكر على من يقرأ : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) ويقول : كيف لا يكون له أن يغل وقد كان يقتل؟ قال الله تعالى : (وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ) [سورة آل عمران ، الآية : ١١٢]. ولكن المنافقين اتهموا النبي صلىاللهعليهوسلم في شيء من الغنيمة ، فأنزل الله عزوجل : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) (١).
وعن الضحاك قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم طلائع ، فغنم النبي صلىاللهعليهوسلم غنيمة وقسمها بين الناس ، ولم يقسم للطلائع شيئا ، فلما قدمت الطلائع قالوا : قسم الفيء ولم يقسم لنا؟ فنزلت : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ). قال سلمة : قرأها الضحاك (يَغُلَ) (٢).
وقال ابن عباس ، في رواية الضحاك : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما وقع في يده غنائم هوازن يوم حنين غله رجل بمخيط ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال قتادة : نزلت وقد غلّ طوائف من أصحابه (٣).
الآية : ١٦٥ ـ قوله تعالى : (أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ).
قال ابن عباس : حدثني عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء ، فقتل منهم سبعون ، وفر أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه ، وسال الدم على وجهه ، فأنزل الله تعالى : (أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ) إلى قوله : (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ). قال : بأخذكم الفداء (٤).
الآية : ١٦٩ ـ قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً).
عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
__________________
(١) معجم الطبراني الكبير ، ج ١١ / ١٠١.
(٢) تفسير القرطبي ، ج ٤ / ١٠٣ ، والسيوطي في الدر المنثور ، ج ٢ / ٩١.
(٣) أسباب النزول للنيسابوري ١٠٨ ، وانظر تفسير ابن كثير ، ج ١ / ٤٢١ ، وتفسير القرطبي ، ج ٤ / ٢٥٥.
(٤) النيسابوري ، ١٠٩ ـ ١١٠ ، والسيوطي ٦١ ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٤٢٤ ، وزاد المسير ، ج ١ / ٤٩٥.