مع أنّ تقدير المؤاخذة في الرواية لا يلائم عموم الموصول للموضوع والحكم ، لأنّ المقدّر المؤاخذة على نفس هذه المذكورات ، ولا معنى للمؤاخذة على نفس الحرمة المجهولة.
نعم ، هي من آثارها ، فلو جعل المقدّر في كلّ من هذه
______________________________________________________
والى هذا الثاني أشار المصنّف بقوله : (مع انّ تقدير المؤاخذة في الرّواية لا يلائم عموم الموصول للموضوع والحكم) بل يلائم إرادة الموضوع فقط (لأنّ المقدّر : المؤاخذة على نفس هذه المذكورات) في هذا الحديث (ولا معنى للمؤاخذة على نفس الحرمة المجهولة) فانّ المؤاخذة تقع على فعل العبد لا على حكم الشارع.
(نعم ، هي) اي : المؤاخذة (من آثارها) اي : من آثار الحرمة.
لكنّك قد عرفت : انّه لا وجه لتقدير المؤاخذة ، بل اللازم كل الآثار ، ولذلك فانّ هذا الاشكال غير وارد.
والى هنا ذكر المصنّف احتمالين :
الأوّل : رفع جميع الآثار.
الثاني : رفع خصوص المؤاخذة.
وهناك احتمال ثالث في الحديث : وهو رفع الأثر الظاهر من كل واحد من الفقرات المذكورة في الرواية على حدة.
وجه هذا الاحتمال : هو الانصراف ، فهو مثل ما اذا قيل : «زيد أسد» ، حيث ينصرف الى انّ لزيد اظهر آثار الأسد وهو الشجاعة ، لا العرف ، والشعر ، والأظفار الطويلة ، والمشي على أربع ، وما اشبه ذلك.
والى هذا الثالث ، أشار المصنّف بقوله : (فلو جعل المقدر في كلّ من هذه