يحتمل أن يكون جميع الآثار في كلّ واحد من التسعة ، وهو الأقرب اعتبارا إلى المعنى الحقيقيّ ، وأن يكون في كلّ واحد منها ما هو الأثر الظاهر فيه ،
______________________________________________________
أن نقدّر شيئا لدلالة الاقتضاء ، والشيء المقدر أحد أمور ثلاثة :
أولا : (يحتمل أن يكون جميع الآثار في كلّ واحد من التسعة) بأن يكون كل الآثار لهذه الامور مرفوعة (وهو الأقرب اعتبارا) أي : في اعتبار العقلاء (إلى المعنى الحقيقي) فانّه إذا لم يمكن ارادة رفع نفس المذكورات ـ كما هو ظاهر اللّفظ ـ فلا بدّ أن يراد به الأقرب إلى المعنى الحقيقي ، وهو : رفع كلّ الآثار ، لوضوح : انّ ما لا أثر له بمنزلة المعدوم.
مثلا قوله عليهالسلام : «يا أشباه الرّجال ولا رجال» (١) ، فانّهم حيث كانوا رجالا لا بدّ وأن يكون المراد : نفي كل آثار الرجولة عنهم ، من الشهامة ، والشجاعة ، والوفاء ، والمروءة ، وغير ذلك.
ثانيا (وأن يكون في كلّ واحد منها) أي : من التسعة (ما هو الأثر الظاهر فيه) أي : في كل واحد واحد منها ، كرفع المضرّة من الطيرة ، بمعنى : إنّ الله سبحانه وتعالى يدفع الضر عن الانسان الذي يتطيّر ، وإن كانت الطّيرة في نفسها تسبّب الضرر.
وكرفع الكفر في الوسوسة ، حيث انّ الوسوسة توجب الكفر ، لكنّ الله سبحانه وتعالى لا يحكم بكفر الذي يفكّر في الوسوسة إذا لم يظهرها بيد أو لسان.
وكرفع المؤاخذة في البواقي بمعنى : انّ الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذهم بها
__________________
(١) ـ معاني الأخبار : ص ٣١٠ ، الارشاد : ج ١ ص ٢٧٩ ، دعائم الاسلام : ج ١ ص ٣٩٠ ، الاحتجاج : ص ١٧٤ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ٢ ص ٧٥ ب ٢٧.