النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من ربّه ، جلّ ذكره ، ليلة المعراج ، على ما حكاه الله تعالى عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في القرآن بقوله تعالى : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا ، رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً ، كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا.)
والذي يحسم أصل الاشكال منع استقلال العقل بقبح المؤاخذة على هذه الامور بقول مطلق ،
______________________________________________________
(النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من ربّه جلّ ذكره ليلة المعراج).
فإنّه يقال : كيف طلب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم العفو عن هذه الامور ، مع انّ هذه الامور لا مؤاخذة عليها عقلا؟ فلا وجه للاستيهاب من الله سبحانه وتعالى فيما لا مؤاخذة عليها ، إذ هل يصحّ طلب عدم معاقبة الذين لا يقدرون على الطيران إذا لم يطيروا بدون الأسباب؟ أو هل يصحّ طلب موهبة الذين لا يتمكنون من جمع النقيضين؟ أو ما أشبه ذلك؟.
والحاصل : انّ المصحّح لاستيهاب هذه الامور في الآية المباركة ، هو المصحّح لجعل رفعها منّة على الامة (على ما حكاه الله تعالى عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في القرآن) الحكيم (بقوله تعالى : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا ، رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا)(رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ)(١) والمعنى : لا تكلّفنا ما لا نطيقه.
(والّذي يحسم أصل الاشكال) أي : يقطع أصل هذا الاشكال القائل : بأنّه كيف طلبه النبي؟ وكيف ورد في الرواية؟ هو : (منع استقلال العقل بقبح المؤاخذة على هذه الامور بقول مطلق) وانّما العقل يرى : قبح المؤاخذة على هذه
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ٢٨٦.