وأمّا الطّيرة ، بفتح الياء ، وقد يسكّن ، وهي في الأصل التشاؤم بالطّير ، لأنّ أكثر تشاؤم العرب كان به ، خصوصا الغراب.
والمراد ، إمّا رفع المؤاخذة عليها ،
______________________________________________________
الى مستوى المغبوط ـ صفة سيئة يلزم على الانسان تزكية نفسه عنها ، ولها قبح فاعلي ، وإن لم يكن لها قبح فعلي ، والامم السابقة كانوا مأمورين بازالة هذا الحسد القلبي بسبب تزكية النفس ، فلو أبقوه في قلوبهم كتب معصيته عليهم.
(وأمّا الطّيرة ـ بفتح الياء وقد يسكن ـ وهي في الأصل) أي : في معناها اللغوي (التشاؤم بالطّير) فانّ كثيرا من الناس إذا رأوا طيرا يطير ذات اليمين أو ذات الشمال ، أو رأوا طيران يتناقران ، أو ما أشبه ، جعلوا ذلك دليلا على حسن ما يريدون من العمل فأتوا به ، أو على سوئه فتركوه وإن كان لازما وقد عزموا عليه.
ثم صار التطيّر بالغلبة اسما لمطلق التشاؤم ، سواء كان بالطير أو بسائر الأشياء فإذا خرج ـ مثلا من داره وهو يريد السفر ، فرأى جنازة أمامه ، يتشاءم من سفره ذلك ويتركه ، ونحو هذه الامور التي لم ينزل الله بها من سلطان.
وإنّما سمي التشاؤم بالتطيّر (لأنّ أكثر تشاؤم العرب كان به) أي : بالطير دون سائر الأشياء ، و (خصوصا الغراب) من بين الطيور ، وقد تقدّم شعر يزيد الصريح في الكفر : «نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح» (١) ، الى آخره.
(والمراد) من رفع الطيرة : (اما رفع المؤاخذة عليها). بمعنى : إن التطيّر كان محرما في الامم السابقة ، لكن رفع عن هذه الامة حرمتها فلا يؤاخذون عليها.
__________________
(١) ـ بحار الانوار : ج ٤٥ ص ١٩٩ ب ٣٩ ح ٤٠.