ويؤيّده ما روي من أنّ الطيرة شرك وإنّما يذهبه التوكّل ،
______________________________________________________
(ويؤيّده) أي : يؤيد كون التطيّر كان محرما في الامم السابقة وقد ارتفع عن هذه الامّة (ما روي : من انّ الطّيرة شرك) بالله سبحانه وتعالى ، لأن المتطيّر يرى تأثير هذا الطير أو ذلك الشيء الذي يتطيّر به على مصيره ، فهو لا يرى الله تعالى المؤثر الوحيد في كل اموره.
ثم انه جاء في الرواية بعد الكلام المتقدّم : (وانّما يذهبه) أي : يذهب التطير ويبطله : (التّوكل) (١) فاذا توكل الانسان على الله وواصل عمله ولم يعتن بتطيّره لم يكن به بأس ، لأنه بعد اعتنائه هذا ، نفي الشرك بالله سبحانه عن نفسه ، لان من الشرك ان يرى مع الله مؤثرا في اموره.
والحاصل : ان هنا ثلاثة امور :
الأوّل : أن يمرّ التطيّر بخاطر الانسان من دون أن يعتقد به ، أو يرتب عليه أثره ، وهذا مرفوع عن هذه الامة.
الثاني : أن يعتقد بكونه مؤثرا في مصيره ، ويرتب عليه اثره فيتوقف عن عمله ، هذا حرام قطعي وشرك.
الثالث : ان لا يعتقد قلبا بذلك ، وإنّما يرتب عليه أثره عملا : بان يتوقف عن عمله الذي أراد أن يعمله ، أو قولا : بان لا يتوقف عن عمله ، لكنّه يقول : هذا غراب ينعب فيسبب لنا المشاكل في عملنا ، وهذا حرام لأنّه أظهره بلسان أو بعمل.
__________________
(١) ـ وقد ورد في الكافي (روضة) : ج ٨ ص ١٩٨ ب ٨ ح ٢٣٦ وفي وسائل الشيعة : ج ٢٢ ص ٤٠٤ ب ٣٥ وفي بحار الانوار : ج ٥٥ ص ٣٢٢ (كفارة الطيرة التوكل).