وأمّا الوسوسة في التفكّر في الخلق ، كما في النبويّ الثاني ، أو التكفّر في الوسوسة فيه ، كما في الأوّل ، فهما واحد ، والأوّل أنسب ، ولعلّ الثاني اشتباه من الرّاوي.
______________________________________________________
بصورة الرؤيا ، فرؤياه أثّر في اليقظة ، وتفكيره أثر في الواقع.
كما ان تلك المرأة لما رأت الرؤيا وعبّر الرجل لها بموت زوجها مات زوجها ، الى غير ذلك ممّا هو بحث مفصل مذكور في علم النفس.
(وأمّا الوسوسة في التفكّر في الخلق كما في النبوي الثاني) (١) أي : مرفوعة الهندي (أو التفكر في الوسوسة فيه) أي : في الخلق (كما في الأوّل) (٢) الذي نقله الصدوق (فهما واحد) معنى ، لوضوح : انّه لا فرق بين أن يقال : وسوس في تفكره ، أو تفكر في وسوسته.
(والأوّل : أنسب) إذ الوسوسة توجد في التفكر ، وإن كان الثاني صحيحا أيضا ـ على ما عرفت ـ فقول المصنّف : (ولعل الثاني اشتباه من الرّاوي) محل تأمّل.
وربّما يقال : انّه من باب القلب في الكلام مثل عرضت الحوض على الناقة أي : الناقة على الحوض.
كما ويحتمل أن يكون فيه معنى النسبة ، مثل قول المتكلمين : الواجبات الشرعيّة ، ألطاف في الواجبات العقلية ، أي : بالنسبة إليها.
وعلى أي حال : فالوسوسة في التفكر أو التفكر فيها مرفوع عن هذه الامّة
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٦٣ ح ٢.
(٢) ـ الخصال : ص ٨٩ ح ٢٧ ، الكافي (روضة) : ج ٨ ص ٩٤ ح ٨٦.